الجمعة، 2 مارس 2012

$$$ المؤسسة المتميزة والذكاء الجماعي $$$

$$$ مقال للدكتور اسامة احمد $$$
كثيرا ما نظن ان المنظمة كشخصية اعتبارية لا يمكن وصفها بالذكاء او الغباء. والصحيح ان المنظمة يمكن وصفها بالذكاء او الغباء، كما ان ذكاء المنظمة يتمثل في ادارتها وسياساتها وموظفيها من بعد ذلك. والكتاب الرائع الذي راج كثيرا في العالم والذي كان بعنوان كيف تتعامل مع مديرك الغبي فتح للناس افاقا كثيرة في هذا المجال. والدراسات التي اجريت على اليابانيين منذ عدة عقود وتثبت انهم على درجة متوسطة من الذكاء تؤكد هذا المعني ايضا. ان لدينا مفهوم هام جدا لذكاء المنظمات وهو ان سياستها ونظمها وفلسفتها واستراتيجياتها تدعم الذكاء الجماعي. ويشير الذكاء الجماعي الى نظام للمجموعات بتحقيق انجازات لا يحققها الفرد لوحده وانما من خلال التنسيق الكبير بين الافراد وتسخير قدراتهم بقناعات ذاتية منهم ورضا وولاء للمؤسسة التي يعملون بها واهم دعائم هذه المنظمات هو المدير الذكي مهنيا والذي يتمكن من تحقيق ذلك. اما هؤلاء الذين ينفرون الموظفين من المنظمة فليسوا منهم.

سمعت ان بعض المديرين يسعى لاشاعة حالة من عدم الاستقرار لدى الموظفين للحصول على اعلى انجاز ممكن منهم. وحتى لو كان ذلك فعليا على المدى القصير فانه ومن غير ادنى شك فاشل لا محالة على المدى البعيد ويضع هذه النوعية من المديرين على رأس المرشحين للحصول على لقب المدير الغبي كما تقول كثير من الكتابات الحديثة وكما يقول لسان حال المنظمات الناجحة والمتميزة.

على المنظمات التي تسهدف النجاح والذكاء الجماعي الكبير واللامحدود ان ترسخ معنى حرية التعبير عن الرأي وحرية الابداع وتحمل المسئولية والتشجيع المستمر والمحفز واعطاء الفرص لتولي الاعمال القيادية وتحقيق رغبات وطموحات افرادها فضلا عن حرصها الدائم على ترسيخ معنى الشورى الاسلامية او على الاقل الديموقراطية والقرار المؤسسي الجماعي وليس الفردية والقرارات الشخصية غير المدروسة. كما انها تعلم ان الكنز الكبير لحصولها على لقب المؤسسة الذكية هو في تعبير وعمل افرادها وليس في تنفيذهم توصيات الادارة العليا المنعزلة عنهم حتى ولو كانت صحيحة لانها في ذلك لن ولم تعمل على بقاء واستمرارية هذا النجاح بالاسباب البشرية المتاحة بعد توفيق الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تسجيل تعليقكم والاشتراك بمتابعة المدونة والقناة على يوتيوب osamamarketing لتصلكم أيه اضافات جديدة