الاثنين، 4 أغسطس 2008

أفضل 500 جامعة في العالم

مقال للدكتور/ أسامة أحمد - مجلة التدريب والتقنية - العدد 104

قرأت في مطلع العام 2007 م التقرير الدولي عن أفضل 500 جامعة في العالم خلال عام 2006 م (http://ed.sjtu.edu.cn/rank/2006/ARWU2006Methodology.htm ) وبعدها اهتمت أغلب الدوريات العربية بذكر الخبر مع بعض السخرية الهدامة والمعتادة في العديد من الموضوعات بصورة تتركز على الاهتمام بنقد الماض أكثر من الاهتمام بالمستقبل .

والآن وبعد أن جفت أقلام سبق وأن تناولت الموضوع بنمط إداري معروف باسم "إدارة رد الفعل" Reaction Management يمكننا أن نتناوله بنمط إداري يطلق عليه "إدارة الفعل" Action Management والذي يعتمد على تجنب الأخطاء قبل وقوعها ولا ينتظر حدوثها حتى يتم تصحيحها ومعالجة آثارها .

يمكنك أن تلاحظ بنظرة تحليلية ما يستفاد منه نحو تطوير مستوى التعليم الجامعي العربي من خلال الملاحظات التالية :
· لم يشتمل التقرير على أي جامعة عربية سوى جامعة واحدة فقط هي جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية وبالترتيب 403 من التقرير .
· تضمن التقرير 500 جامعة لعدد 37 دولة منهم 167 جامعة أمريكية لتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول من بين دول العالم الواردة بالتقرير تليها مباشرة المملكة المتحدة بعدد 43 جامعة ثم ألمانيا بعدد 40 جامعة .
· أفضل ثلاث جامعات على مستوى العالم بالترتيب الوارد بالتقرير هي :
- جامعة هارفارد Harvard بالولايات المتحدة الأمريكية .
- جامعة كامبردج Cambridge ببريطانيا .
- جامعة ستانفورد 'Stanford بالولايات المتحدة الأمريكية .

أما عن معايير اختيار أفضل 500 جامعة سنوياً على مستوى العالم فهي كما في الجدول التالي :
10 % حصول الخريجين على جوائز نوبل
20 % حصول أعضاء هيئة تدريس بالجامعة على جوائز نوبل
20 % تحقيق أعضاء هيئة تدريس بالجامعة انجازات علمية دولية
40 % تقديم مقالات علمية منشورة في البيئة والعلوم وعلم الاجتماع
10 % نسبة الأداء الأكاديمي إلى حجم الجامعة
100 % = المجموع

إن الاهتمام بالتعليم الجامعي يعد استثماراً طويل الأجل لأنه يركز على تنمية العنصر البشري الذي يعد أهم عوامل الإنتاج . ولا يقتصر هذا الاستثمار على المستوى المحلي فقط وإنما يمتد كذلك لما يسمى بتصدير الخدمات التعليمية والذي يعد تصديراً ذا طبيعة خاصة لأنه يتم بأكثر من طريقة من حيث انتقال الخدمة داخل أو خارج الدولة المصدرة ، غير أنه غالبا ما ينتقل الدارسون إلى مقر الدولة المصدرة لخدمات التعليم الجامعي .

وعلى المستوى العربي نجد على سبيل المثال في بعض الجامعات العربية موازنات مالية أكبر من تلك المتاحة بكثير من كثير بالجامعات الأخرى مما يعطيها ميزة تنافسية كبيرة يمكن أن تستغل بصورة أكبر في سبيل الوصول لقائمة أفضل 500 جامعة في العالم وخاصة فيما يتعلق بتمويل المشاركات الدولية بالمؤتمرات لأعضاء هيئة التدريس العاملين بها من "المقيمين" غير الحاملين لجنسية البلد الخليجية المضيفة بجانب إخوانهم من "المواطنين" وهو كما يتضح من الجدول السابق يختص بوزن نسبي قدره 40 % متمثلاً في المعيار الثالث "معيار ناتج الأبحاث" من ضمن معايير تحديد واختيار أفضل 500 جامعة في العالم والخاص بتقديم المقالات العلمية المنشورة .

ومن المؤتمرات العالمية القوية التي يمكن الرجوع لأبحاثها المنشورة حول هذا الموضوع "المؤتمر السعودي التقني الرابع خلال الفترة 2-6/12/2006م بمدينة الرياض والذي شارك فيه 223 باحث من 28 دولة قدموا خلاله العديد من الأوراق حول جودة التدريب والتعليم .

على الجامعات التي تريد الوصول لقائمة أفضل 500 جامعة في العالم وتنمية مستوى التعليم الأكاديمي بها عدة توجهات لعل من أهمها ما يلي :
· تجنب ما يسمى بسياسة Big Show وخاصة المعتمدة على العروض الجماهيرية المبهرة دون الاعتماد على الجودة المهنية والأكاديمية والتي وللأسف أحياناً تكون معياراً عند تقييم أعضاء هيئة التدريس ، حيث يتم الالتفات للأعمال التي تحدث صدى فقط دون النظر إلى المضمون العلمي والأكاديمي للنشاط ذاته .
· كما يجب أن تتجنب الجامعات سياسة أخرى تسمى One Man Show والتي قد يحرص عليها الموظف أحيانا حتى لا يمكن الاستغناء عن خدماته وتظل المنظمة في حاجه دائمة له فلا يتم الأعمال إلا من خلال فرد واحد في الصورة دون غيره ودون إيجاد بديل أو نائب ودون ترك مجال لمرؤوسيه للتطوير والابتكار .
· على الجامعات أن تضع لها مقاييس ومعايير موضوعية في التقييم سواء الواردة بتقرير أفضل 500 جامعة في العالم أو غيرها شريطة أن تكون معايير منهجية وموضوعية وتساعد على تحقيق رؤية ورسالة الجامعة .

إن الشعوب تنتظر الكثير من الجامعات وتنظر إلى أعضاء هيئة التدريس فيها على أنهم النخبة الأولى التي عليها تخطيط استراتيجيات ومسارات التنمية الوطنية فعلى الجامعات وأعضائها أن يكونوا كذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تسجيل تعليقكم والاشتراك بمتابعة المدونة والقناة على يوتيوب osamamarketing لتصلكم أيه اضافات جديدة