الخميس، 18 نوفمبر 2010

**** دروس من تشيلي ****

بقلم د. أسامة أحمد
بالاعتماد على البيانات المعلنة

امتداداً لما تم اقتراحه بمقال الزيتون الاداري وموائد التدريب حول أهمية فكرة الحكايات والقصص للمدربين والمسوقين والمديرين وبناء على طلب الكثير من زوار المدونة.... فقد تم اضافة تحقيق للمعلومات الخاصة بحادثة انهيار منجم تشيلي لعلها تكون مصدر خصب لكل من المدربين ورجال التسويق والمديرين بلقاءاتهم وبما يحقق أهداف كل منهم.

المكان: الجمهورية التشيلية ، بقارة أمريكا الجنوبية.
التاريخ: 5 اغسطس 2010 وبدأ فيها التخطيط للانقاذ .
 الحدث: انهيار مخرج أكبر منجم للنحاس والذهب على عدد 33 من عمال المنجم ، على عمق أكثر من 700 متر تحت سطح الارض ، تتراوح أعمارهم بين 18-63 عاماً.
تاريخ اتمام عملية الانقاذ: 13-14/10/2010 ، بعد 69 يوم من جهود الانقاذ.
تكاليف الانقاذ: في حدود 22 ملايين دولار امريكي ، أي أكثر من 666 ألف دولار لانقاذ العامل الواحد.
بداية عملية الانقاذ: بدأ بفتحة أولية قطرها 10 سم لادخال الرسائل والغذاء والكاميرات ، حيث كانت حصة العامل من الغذاء هي ملعقتين من التونة ونصف كوب من الحليب كل يومين.
الطريقة الاساسية الانقاذ: فتحة يبلغ قطرها في حدود 66 سم لاخراج شخص واحد بكبسولة مذودة باجهزة الاتصال والاكسجين والاضاءة والكاميرات ، وكانت مدة اخراج العامل الواحد بالكبسولة تستغرق اجمالا في حدود 50 دقيقة.
أول من خرج من العمال: وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم: إن العامل البوليفي الوحيد بالمنجم، فلورينسيو أفالوس (31 عاما) والغريب ان اول من خرج ليس من التشيلين بالرغم من انهم الاغلبية وهم اهل البلد ومن تحملوا تكاليف عملية الانقاذ.
موقف بطولي لقائد فريق العمال: لويس اورثوا ، والذي أصر على خروجه آخر واحد من المنجم بعد خروج جميع العمال.

قيمة العمال عند رؤساء الدول: تابع عملية الانقاذ بنفسه رئيس دولة تشيلي  سباستيان بيتيرا ، وبوجود رئيس بوليفيا ايفو موراليس الذي حضر لمتابعة انقاذ المواطن البوليفي كارلوس ماماني من بوليفيا  الذي كان من بين عمال المنجم ، ويبلغ هذا العامل من العمر 23 سنة والتحق بالعمل قبل 5 ايام من الحادث وقرر بعده ترك العمل بالمنجم.
التغطية الاعلامية: قام بالتغطية أكثر من 1500 فرد من رجال الاعلام من مختلف دول العالم ، وبعض المتابعات كانت عبر كاميرات على الهواء مباشرة من داخل المنجم حيث يتم بثها مباشرة على الفضائيات وشبكات الانترنت لطمئة أسر العمال بالرغم من الجهود الكبيرة الواضحة التي بذلته الدولة لم تنسى الجانب الانساني تجاه اسرهم ايضا.

ولدي بعض الأسئلة على هذه الحالة العملية ، وبالرغم أن الاسئلة بديهية واجابتها واضحة ولكنها لتسليط الضوء على بعض التساؤلات ليعتبر من لم يعتبر من هذه الحادثة التي أمامنا :
هل جمهورية تشيلي دولة متقدمة صناعياً؟
هل ما قامت به حكومة تشيلي كانت لتقوم به الحكومات الأخرى في العالم لو كانت بنفس الموقف؟
هل ما قامت به الحكومة التشيلية صحيح أم أنه إهدار للمال العام؟
هل تساوي حياة الانسان كل هذا الجهد والاهتمام والانفاق؟
هل تساوي حياة شخص واحد انتقال رئيس دولته كما فعل رئيس بوليفيا؟
متى تصل حكوماتنا العربية (مع الاعتراف بوجود مزايا لبعضها) لمثل هذه الدرجة من الاهتمام بالمواطن العربي؟